السبت، 21 ديسمبر 2013

ايه اللى دخل الدين فى السياسة ؟



بقلم / فتحى عبدالحميد
كثيرون من البعيدون عنا واغلب من ليسوا منا وقليلون من المغيبون فينا يسألون : أيه اللى دخل الدين فى السياسة ؟ وللاجابة على هذا السؤال نقول علاقة السياسة بالدين علاقة جزء من كل .يعنى الأصل هو الدين فهو الجامع المانع لكل ما يدار ويثار في هذه الحياة وما بعدها . - و نضيف- تَعَرَف السياسة في ابسط ما يمكن أن نفهمها من خلاله على أنها مصدر للفعل ساس ويسوس . يقال ساس الخيل آي روضهُ أو راوده ومن الأقوال الدارجة(سايس أمورك) بمعنى بسطها أو ( مشيها ويسرها ) والسياسة من هذا التبسيط هى تسييس اى تسيير او تيسير او تسهيل أمور الأفراد والجماعات فى الداخل والخارج بما يحقق استقرار الحياة .
اما الدين ( وبصفة مطلقة ) فهو القانون الالهى المنزل لتنظيم شئون العباد من معاملات وعبادات . وهو بذلك ليس مجرد طقوس وروحانيات وانما هو منهاج حياة وطريق نجاة وضع للبشرية لتسيير وتسهيل وتهذيب حياتها الدنياوية وتأهيلها لما بعدها من أبديه .
-
ينقسم الدين الاسلامى عندنا الى أربعة أقسام مترابطة لا يمكن الإيمان ببعضها دون الأخر وهى - العقيدة التى إذا صلحت صلح ما بعدها وإذا فسدت فسد
ثم العبادات وفيهاأركان الإسلام الخمس ( الشهادتين الصلاة الزكاة الصوم الحج ) .والقسم الثالث المعاملات او التعاملات الحياتية من امور يومية داخلية وخارجية وهنا يلزم فيها التهزيب بخضوعها لما يُنص عليه فى الدين من قواعد عامة مثل العدل والمساواة والرحمة والمؤاخاة والصدق والامانه و التسامح و.......الخ من تعاملات حياتية وفقا لحاجات البشرية الداخلية والخارجية .
واخيرا الأداب وهى المبادئ والمثل العليا التى تهتم بالفرد من الداخل فتطهر القلوب وتقوم السلوك فيأتى منها الأداب العامة من مأكل ومشرب وملبس وحسن تناول الأمور وفنون التعاملات .
-
وبنظرة بسيطة لما سبق يتضح ان السياسة بكل مشتملاتها وهى القائمة على تسيير امور الأفراد والجماعات فى الداخل والخارج هى من باب المعاملات وان هذا الأخير هو جزء لا يتجزأ من كل وهو الدين إذ ان المعاملات هى قسم من أقسام الدين وجزء منه وخاضعة له كما اوضحنا. اما هو - اى الدين- فهو الجامع المانع الأشمل الأعم لكل ما يدار ويثار فى هذه الحياة .
واخيرا نقول اذا كانت السياسة تلجأ لفن الممكن ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة اى ان كل الطرق مشروعة ( متاحة ومباحة ) من اجل الوصول الى الهدف . فالسؤال هنا .هل البشرية تحتاج الى السياسة ؟ وإذا كانت تحتاجها فاى الطرق أفضل لولوجها ؟ لما لا تكون سياسة على منهاج ديننا نرضى بها ربنا ونهدى بها دنيانا ونكمل بها ديننا ؟ اولسنا مأمورين بالدعوة الى هذا الدين ؟ اوليس الدين المعاملة ؟ فاذا جعلنا سياستنا اى تعاملاتنا مع بعضنا أفراد ومؤسسات ( جماعات ) ومع غيرنا منظمات وتعاهدات ( معاهدات ) نابعه من ديننا . الا نكون قد حققنا الغاية الكبرى من وجودنا وهى عبادة الله وعمارة الارض؟ . ام اننا لابد ان نتبع منهج العقل الناقل فناتى بما اتى به الغرب مع اختلاف ثقافاتنا ومبادئنا دون ان نقارنه ونهذبه بقواعد ديننا ؟ لماذا لا نعلم نحن الغرب ونريه كيف هى السياسة فى الإسلام وما تحويه من مبادئ ومثل وجماليات أخلاقية وتعامليه واقتصادية ؟ ان ديننا الاسلامى ليس دين يدين به المسلمين فقط وانما هو نبراس حياة ومنهاج نجاة وضع للبشرية على السواء وبه الكثير والكثير مما لا يوجد فى غيره من أنظمة بشرية او تحريفية فيجب علينا ان نكون مصدرين للفكر وفقا لمبادئنا لا ناقلين له وفقا لمرادهم ومقصدهم .وفى الختام نود ان نفرق بين ادخال الدين فى السياسة وهو المباح على النحو السابق ذكره عن ادخال الدينى فى السياسى اى رجال الدين ورجال السياسة فالعلة بجوهر الشئ وليس بمظهر الناقل له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق